اقوي شيخ يرقي في محايل عسير السعودية
اعترافا بخط اليد يبرزها عمر العاطفي، المعلم في محايل عسير وإمام أحد مساجدها، لمواطنين ومواطنات أكدوا تلقيهم العلاج على يديه عن طريق الرقية الشرعية، ليؤكد مطالبته بتوفير أموال الدولة »المهدرة في الفحوصات والتجهيزات الطبية بإنفاق جزء منها لإنشاء دور مخصصة للرقية«.
وبعد أن يسرد قصص هؤلاء، ومعظمهم يعانون من أجسام غريبة «تم إدخالها إلى أجسادهم عن طريق الفم أو الفرج أو الدبر بأسلوب خفي» حسب وصفه، يقول العاطفي إن عدم أخذ الرقية الشرعية بالمزيد من الاهتمام أدى إلى تفشي الأمراض الصحية والمشاكل الاجتماعية، وخاصة الطلاق، مطالبا بأن يكون ضمن كل لجنة لإصلاح ذات البين راق شرعي لمواجهة السحر المتخصص في التفريق بين الأزواج.
الاعترافات جاءت على هيئة نماذج جرى إعداد أسئلتها مسبقا، ويجيب عليها من تلقى الرقية على يد عمر العاطفي، وضمنها سؤال: هل خرج منك شيء غريب سواء من الفم أو غيره؟ اذكريها.
أما الإجابات في الإقرارات فكانت معظمها من شابات لم يتجاوزن الثلاثين، إحداهن أكدت «خروج عصفور يبكي من اليد» وأخرى عددت خروج أكثر من خمسة أجسام «تشبه القطن، وأخرى تشبه القرفة والخرز والنابض وقشور الحوت».
على أن العاطفي يؤكد أنه غير تلك الأجسام، يتم إدخال كثير من الأدوات كالعظام والأسلاك والخرز والخيوط إلى جسد المريض وهو نائم أو السيطرة على عقله ووعيه، ومن ثم إدخالها مع إحدى منافذ الجسد بأسلوب لا يعلمه إلا الله.
ويلوم العاطفي الجهات المسؤولة، التي يقول إنها «لم تتحرك لحل هذه المعضلة التي فتكت بالناس» مطالبا باستحداث جهة تهتم بمجال الرقية الشرعية كإصدار التراخيص ووضع الدورات التأهيلية، وتوظيف خريجي الكليات الشرعية في مجال الرقية.
وتأتي مطالبة العاطفي بعد البيانات التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية ونشرتها «مكة» أمس، والتي أكدت أن السعودية لديها 0.3 طبيب نفسي لكل عشرة آلاف نسمة، وهو المعدل الذي يقل خمس مرات عن نظيره العالمي المقرر بطبيبين نفسيين لنفس العدد من السكان، الأمر الذي علق عليه الاستشاري النفسي في صحة جدة الدكتور خالد العوفي بالتأكيد على أن العجز الكبير بات يسده الرقاة لأسباب اجتماعية وثقافية.
من جانبه أوضح بروفيسور الطب النفسي طارق الحبيب لـ»مكة» بأن «الطب النفسي كعلم ليس لديه تفسير لمسألة إخراج هذه الأشياء من أجساد المسحورين ولا يعدّها حقيقة وهذا كطب نفسي»، مضيفا «أما أنا شخصياً فلا أنكر هذا الأمر».
أما استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين والتصوير النووي والطبقي للقلب الدكتور خالد النمر، فيقول إن «الطب الحديث لا يعمل إلا وفق القوانين الطبية والدراسات الطبية البحتة ولا يؤمن إلا بالدليل العلمي القطعي فقط».
ويضيف: إخراج مثل هذه الأشياء ليست محتكرة لدينا، بل هي موجودة في الطب الصيني والهندي، حيث نجد أن هناك أطباء يمسكون ببطن المريض ويعملون بعض العلاج ويخرج من أجسام المرضى دماء وشعر وغيرها ثم بعد ذلك نجد أن المريض يرتاح نفسيا، وهذه تدخل ضمن مفهوم التأثير النفسي.
وأكد بأن أي مسلم لا ينكر السحر وهو ثابت كما ورد في الأحاديث والآيات القرآنية «ولكن من الخطأ والتجني بأن كل مرض ليس له علاج نرميه إلى السحر، وهذا لا يعني بأن القرآن ليس فيه شفاء للناس»، مطالبا بأن يجمع الشخص بين قراءة القرآن والتداوي بالأدوية.
واستشهد النمر بأن القارئ الشهير الموجود في المدينة المنورة خرج قبل فترة وأكد للناس بأن أكثر المرضى الذين يتوافدون عليه مرضى نفسيين وبعضهم يقرأ عليهم شعرا وليس قرآنا فيجدون تحسنا، وهذا يدل دلالة واضحة على أنه مرض نفسي.
وأشار إلى أن هناك في مستشفياتنا ما يسمى بالتوعية الدينية التي لها دور في معالجة هذه الأمور، مبينا أن هناك مرضى لديه يصرف لهم العلاج ثم يطلبـون القــــراءة بالقـــرآن، «وهــذا من كمال العقل» على حـــد تعبيره.

تعليقات
إرسال تعليق